فصل: الوقوف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{يدخلونها} مجهولًا: ابو عمرو و{يجزي} مجهولًا غائبًا كل بالرفع: أبو عمرو. الباقون بالنون مبينًا للفاعل كل بالنصب و{مكر السيء} بهمزة ساكنة: حمزة استثقالًا للحركات، وحمله النحويون على الاختلاس، وإذا وقف يبدل من الهمزة ياء ساكنة.

.الوقوف:

{ماء} ج للعدول {ألوانها} الأولى ج {سود} o {كذلك} ط {العلماء} ط {غفور} o {لن تبور} o {فضله} ط {شكور} o {يديه} ط {بصير} o {عبادنا} ج {لنفسه} ج {مقتصد} ج تفصيلًا بين الجمل مع النسق {بإذن الله} ط {الكبير} o ط لأن ما بعده مبتدأ لا بدل {ولؤلؤًا} ج لاختلاف الجملتين {حرير} o {الحزن} ط {شكور} o {فضله} ج لاحتمال الاستئناف والحال {لغوب} o {جهنم} ج لمثل ما قلنا {عذابها} ط {كفور} o ج لاحتمال الواو الحال {فيها} ج للقول المحذوف {كنا نعمل} ط {النذير} o {نصير} o {والأرض} ط {الصدور} o {في الأرض} ط {كفره} ط {مقتًا} ج وان اتفقت الجملتان ولكن لتكرار الفعل وتصريح الفاعل والمفعول في الثانية {خسارًا} o {دون الله} ط {السموات} ج لاحتمال أن أم منقطعة {منه} ج {غرورًا} o {تزولا} ج لابتداء ما في معنى القسم مع الواو {من بعده} ط {غفورًا} o {الأمم} ج {نفورًا} o لا {ومكر السيء} ط {بأهله} ط {الأولين} ج لانتهاء الاستفهام مع اتصال الفاء {تبديلًا} o ج {تحويلًا} o {قوة} ط {في الأرض} ط {قديرًا} o {مسمى} ج {بصيرًا} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

ثم قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أنَزَلَ مِنَ السماء مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا}.
وهذا استدلال بدليل آخر على وحدانية الله وقدرته وفي تفسيرها مسائل:
المسألة الأولى:
ذكر هذا الدليل على طريقة الاستخبار، وقال: {أَلَمْ تَرَ} وذكر الدليل المتقدم على طريقة الإخبار وقال: {والله الذي أَرْسَلَ الرياح} [فاطر: 9] وفيه وجهان:
الأول: أن إنزال الماء أقرب إلى النفع والمنفعة فيه أظهر فإنه لا يخفى على أحد في الرؤية أن الماء منه حياة الأرض فعظم دلالته بالاستفهام لأن الاستفهام الذي للتقرير لا يقال إلا في الشيء الظاهر جدًّا كما أن من أبصر الهلال وهو خفي جدًّا، فقال له غيره أين هو، فإنه يقول له في الموضع الفلاني، فإن لم يره، يقول له الحق معك إنه خفي وأنت معذور، وإذا كان بارزًا يقول له أما تراه هذا هو ظاهرًا.
والثاني: وهو أنه ذكره بعدما قرر المسألة بدليل آخر وظهر بما تقدم للمدعو بصارة بوجوه الدلالات، فقال له أنت صرت بصيرًا بما ذكرناه ولم يبق لك عذر، ألا ترى هذه الآية.
المسألة الثانية:
المخاطب من هو يحتمل وجهين أحدهما: النبي صلى الله عليه وسلم وفيه حكمة وهي أن الله تعالى لما ذكر الدلائل ولم تنفعهم قطع الكلام معهم والتفت إلى غيرهم، كما أن السيد إذا نصح بعض العبيد ومنعهم من الفساد ولا ينفعهم الإرشاد، يقول لغيره اسمع ولا تكن مثل هذا ويكرر معه ما ذكره مع الأول ويكون فيه إشعار بأن الأول فيه نقيصة لا يستأهل للخطاب فيتنبه له ويدفع عن نفسه تلك النقيصة والآخر: أن لا يخرج إلى كلام أجنبي عن الأول، بل يأتي بما يقاربه لئلا يسمع الأول كلامًا آخر فيترك التفكر فيما كان فيه من النصيحة.
المسألة الثالثة:
هذا استدلال على قدرة الله واختياره حيث أخرج من الماء الواحد ممرات مختلفة وفيه لطائف الأولى: قال أنزل وقال أخرجنا.
وقد ذكرنا فائدته ونعيدها فنقول: قال الله تعالى: {الم تَرَ أَنَّ الله أَنزَلَ} فإن كان جاهلًا يقول نزول الماء بالطبع لثقله فيقال له، فالإخراج لا يمكنك أن تقول فيه إنه بالطبع فهو بإرادة الله، فلما كان ذلك أظهر أسنده إلى المتكلم ووجه آخر: هو أن الله تعالى لما قال: {أَنَّ الله أَنزَلَ} علم الله بدليل، وقرب المتفكر فيه إلى الله تعالى فصار من الحاضرين، فقال له أخرجنا لقربه ووجه ثالث: الإخراج أتم نعمة من الإنزال، لأن الإنزال لفائدة الإخراج فأسند الأتم إلى نفسه بصيغة المتكلم وما دونه بصيغة الغائب.
اللطيفة الثانية: قال تعالى: {وَمِنَ الجبال جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ ألوانها وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ الناس والدواب والأنعام مُخْتَلِفٌ ألوانه كَذَلِكَ}.
كأن قائلًا قال اختلاف الثمرات لاختلاف البقاع.
ألا ترى أن بعض النباتات لا تنبت ببعض البلاد كالزعفران وغيره، فقال تعالى اختلاف البقاع ليس إلا بإرادة الله وإلا فلم صار بعض الجبال فيه مواضع حمر ومواضع بيض، والجدد جمع جدة وهي الخطة أو الطريقة، فإن قيل الواو في: {وَمِنَ الجبال} ما تقديرها؟ نقول هي تحتمل وجهين أحدهما: أن تكون للاستئناف كأنه قال تعالى وأخرجنا بالماء ثمرات مختلفة الألوان، وفي الأشياء الكائنات من الجبال جدد بيض دالة على القدرة، رادة على من ينكر الإرادة في اختلاف ألوان الثمار ثانيهما: أن تكون للعطف تقديرها وخلق من الجبال.
قال الزمخشري: أراد ذو جدد واللطيفة الثالثة: ذكر الجبال ولم يذكر الأرض كما قال في موضع آخر: {وَفِي الأرض قِطَعٌ متجاورات} [الرعد: 4] مع أن هذا الدليل مثل ذلك، وذلك لأن الله تعالى لما ذكر في الأول: {أَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ} كان نفس إخراج الثمار دليلًا على القدرة ثم زاد عليه بيانًا، وقال مختلفًا كذلك في الجبال في نفسها دليل للقدرة والإرادة، لأن كون الجبال في بعض نواحي الأرض دون بعضها والاختلاف الذي في هيئة الجبل فإن بعضها يكون أخفض وبعضها أرفع دليل القدرة والاختيار، ثم زاده بيانًا وقال: {جدد بيض}، أي مع دلالتها بنفسها هي دالة باختلاف ألوانها، كما أن إخراج الثمرات في نفسها دلائل واختلاف ألوانها دلائل.
المسألة الرابعة:
{مختلف ألوانها}، الظاهر أن الاختلاف راجع إلى كل لون أي بيض مختلف ألوانها وحمر مختلف ألوانها، لأن الأبيض قد يكون على لون الجص، وقد يكون على لون التراب الأبيض دون بياض الجص، وكذلك الأحمر، ولو كان المراد أن البيض والحمر مختلف الألوان لكان مجرد تأكيد والأول أولى، وعلى هذا فنقول لم يذكر مختلف ألوانها بعد البيض والحمر والسود، بل ذكره بعد البيض والحمر وأخر السود الغرابيب، لأن الأسود لما ذكره مع المؤكد وهو الغرابيب يكون بالغًا غاية السواد فلا يكون فيه اختلاف.
المسألة الخامسة:
قيل بأن الغربيب مؤكد للأسود، يقال أسود غربيب والمؤكد لا يجيء إلا متأخرًا فكيف جاء غرابيب سود؟ نقول قال الزمخشري: غرابيب مؤكد لذي لون مقدر في الكلام كأنه تعالى قال سواد غرابيب، ثم أعاد السود مرة أخرى وفيه فائدة وهي زيادة التأكيد لأنه تعالى ذكره مضمرًا ومظهرًا، ومنهم من قال هو على التقديم والتأخير، ثم قال تعالى: {وَمِنَ الناس والدواب والأنعام} استدلالًا آخر على قدرته وإرادته، وكأن الله تعالى قسم دلائل الخلق في العالم الذي نحن فيه وهو عالم المركبات قسمين: حيوان وغير حيوان، وغير الحيوان إما نبات وإما معدن، والنبات أشرف، وأشار إليه بقوله: {فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ} ثم ذكر المعدن بقوله: {وَمِنَ الجبال} ثم ذكر الحيوان وبدأ بالأشرف منها وهو الإنسان فقال: {وَمِنَ الناس} ثم ذكر الدواب، لأن منافعها في حياتها والأنعام منفعتها في الأكل منها، أو لأن الدابة في العرف تطلق على الفرس وهو بعد الإنسان أشرف من غيره، وقوله: {مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} القول فيه كما أنها في أنفسها دلائل، كذلك في اختلافها دلائل.
وأما قوله: {مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} فذكر لكون الإنسان من جملة المذكورين، وكون التذكير أعلى وأولى.
ثم قال تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور}.
الخشية بقدر معرفة المخشي، والعالم يعرف الله فيخافه ويرجوه.
وهذا دليل على أن العالم أعلى درجة من العابد، لأن الله تعالى قال: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ الله أتقاكم} [الحجرات: 13] فبين أن الكرامة بقدر التقوى، والتقوى بقدر العلم.
فالكرامة بقدر العلم لا بقدر العمل، نعم العالم إذا ترك العمل قدح ذلك في علمه، فإن من يراه يقول: لو علم لعمل.
ثم قال تعالى: {إِنَّ الله عَزِيزٌ غَفُورٌ} ذكر ما يوجب الخوف والرجاء، فكونه عزيزًا ذا انتقام يوجب الخوف التام، وكونه غفورًا لما دون ذلك يوجب الرجاء البالغ.
وقراءة من قرأ بنصب العلماء ورفع الله، معناها إنما يعظم ويبجل. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أنَزَلَ مِنَ السماء مَاءً}.
هذه الرؤية رؤية القلب والعلم؛ أي ألم ينته علمك ورأيت بقلبك أن الله أنزل؛ ف أن واسمها وخبرها سدّت مسدّ مفعولي الرؤية.
{فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ} هو من باب تلوين الخطاب.
{مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا} نصبت {مُخْتَلِفًا} نعتًا ل{ثَمَرَاتٍ}.
{أَلْوَانُهَا} رفع بمختلف، وصلح أن يكون نعتًا ل{ثَمَرَات} لما عاد عليه من ذكره.
ويجوز في غير القرآن رفعه؛ ومثله رأيت رجلًا خارجًا أبوه.
{بِهِ} أي بالماء وهو واحد، والثمرات مختلفة.
{وَمِنَ الجبال جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا} الجدد جمع جُدّة، وهي الطرائق المختلفة الألوان، وإن كان الجميع حجرًا أو ترابًا.
قال الأخفش: ولو كان جمع جديد لقال: جُدُد بضم الجيم والدال نحو سرير وسرر وقال زهير:
كأنه أسفع الخدّين ذو جُدُد ** طاوٍ ويرتع بعد الصيف عُريانا

وقيل: إن الجدد القِطع، مأخوذ من جددت الشيء إذا قطعته؛ حكاه ابن بحر.
قال الجوهريّ: والجُدَّة الخُطّة التي في ظهر الحمار تخالف لونه.
والجُدّة الطريقة، والجمع جدد؛ قال تعالى: {وَمِنَ الجبال جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا} أي طرائق تخالف لون الجبل.
ومنه قولهم: ركب فلان جُدَّةً من الأمر؛ إذا رأى فيه رأيًا.
وكساء مجدّد: فيه خطوط مختلفة.
الزمخشري: وقرأ الزهريّ {جدد} بالضم جمع جديدة، وهي الجدّة؛ يقال: جديدة وجُدُد وجدائد؛ كسفينة وسفن وسفائن.
وقد فسّر بها قول أبي ذُؤيب:
جَوْن السَّراة له جدائد أربعُ

وروي عنه {جَدَد} بفتحتين، وهو الطريق الواضح المسفر، وضعه موضع الطرائق والخطوط الواضحة المنفصل بعضها من بعض.
{وَمِنَ الناس والدوآب} وقرِىء: {والدواب} مخففًا.
ونظير هذا التخفيف قراءة من قرأ: {وَلاَ الضّالين} لأن كل واحد منهما فرّ من التقاء الساكنين، فحرّك ذلك أوّلهما، وحذف هذا آخرهما؛ قاله الزمخشريّ.
{والأنعام مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} أي فيهم الأحمر والأبيض والأسود وغير ذلك، وكل ذلك دليل على صانع مختار.
وقال: {مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} فذكَّر الضمير مراعاة ل من؛ قاله المؤرِّج.
وقال أبو بكر بن عياش: إنما ذكر الكناية لأجل أنها مردودة إلى ما مضمرة؛ مجازه: ومن الناس ومن الدواب ومن الأنعام ما هو مختلف ألوانه، أي أبيض وأحمر وأسود.
{وَغَرَابِيبُ سُودٌ} قال أبو عبيدة: الغِربيب الشديد السواد؛ ففي الكلام تقديم وتأخير، والمعنى: ومن الجبال سود غرابيب.
والعرب تقول للشديد السواد الذي لونه كلون الغراب: أسود غربيب.
قال الجوهري: وتقول هذا أسود غربيب؛ أي شديد السواد.
وإذا قلت: غرابيب سود، تجعل السود بدلًا من غرابيب لأن توكيد الألوان لا يتقدم.
وفي الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبغض الشيخ الغربيب» يعني الذي يخضِب بالسواد.
قال امرؤ القيس:
العين طامحة واليد سابحة ** والرِّجْل لافحة والوجه غربيب

وقال آخر يصف كَرْمًا:
ومن تعاجيب خلق الله غاطيةٌ ** يُعصَر منها مُلاحِيٌّ وغِربيب

{كَذَلِكَ} هنا تمام الكلام؛ أي كذلك تختلف أحوال العباد في الخشية، ثم استأنف فقال: {إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء إِنَّ الله عَزِيزٌ غَفُورٌ} يعني بالعلماء الذين يخافون قدرته؛ فمن علم أنه عز وجل قدير أيقن بمعاقبته على المعصية، كما روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} قال: الذين علموا أن الله على كل شيء قدير.
وقال الربيع بن أنس: من لم يخش الله تعالى فليس بعالِم.
وقال مجاهد: إنما العالِم من خشي الله عز وجل.
وعن ابن مسعود: كفى بخشية الله تعالى علمًا وبالاغترار جهلًا.
وقيل لسعد بن إبراهيم: مَن أفقه أهل المدينة؟ قال أتقاهم لربه عز وجل.
وعن مجاهد قال: إنما الفقيه من يخاف الله عز وجل.
وعن علي رضي الله عنه قال: إن الفقيه حقَّ الفقيه من لم يُقنط الناس من رحمة الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله تعالى، ولم يؤمّنهم من عذاب الله، ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره؛ إنه لا خير في عبادة لا علم فيها، ولا علم لا فقه فيه، ولا قراءة لا تدبر فيها.
وأسند الدارميّ أبو محمد عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن فضل العالِم على العابد كفضلي على أدناكم ثم تلا هذه الآية {إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ العلماء} إن الله وملائكته وأهلَ سمواته وأهل أرضيه والنونَ في البحر يُصلون على الذين يعلّمون الناس الخير» الخبر مرسل.
قال الدارمي: وحدثني أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن يزيد بن حازم قال حدثني عمي جرير بن زيد أنه سمع تُبَيْعًا يحدّث عن كعب قال: إني لأجد نعت قوم يتعلمون لغير العمل، ويتفقهون لغير العبادة، ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة، ويلبسون جلود الضأن، قلوبهم أمرُّ من الصبر؛ فبي يغترّون، وإياي يخادعون، فبي حلفت لأتيحنَّ لهم فتنة تذر الحليم فيهم حيران.
خرّجه الترمذيّ مرفوعًا من حديث أبي الدرداء وقد كتبناه في مقدّمة الكتاب.
الزمخشريّ: فإن قلت: فما وجه قراءة من قرأ {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهُ} بالرفع {مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءَ} بالنصب، وهو عمر بن عبد العزيز، وتُحكى عن أبي حنيفة.
قلت: الخشية في هذه القراءة استعارة، والمعنى: إنما يجلّهم ويعظمهم كما يُجَلّ المهيب المخشيُّ من الرجال بين الناس من بين جميع عباده.
{إِنَّ الله عَزِيزٌ غَفُورٌ} تعليل لوجوب الخشية، لدلالته على عقوبة العصاة وقهرهم، وإثابة أهل الطاعة والعفو عنهم.
والمعاقِب والمثيب حقّه أن يخشى. اهـ.